نداء
الهاوية: قصة رعب عن البحر ولعنة السفينة المفقود
وصف القصة
هل تبحث عن أخطر قصص الرعب الواقعية في عالم البحار؟ اكتشف سر السفينة "النورس"
وما واجهه طاقمها في أعماق المحيط المظلم.
قصة تحبس الأنفاس عن العزلة، والجنون، والشيء الذي يتربص
تحت الأمواج.
 |
| نداء الهاوية: قصة رعب عن البحر ولعنة السفينة المفقود |
نداء الهاوية: قصة رعب عن البحر ولعنة السفينة المفقود
مقدمة هدوء ما قبل العاصفة
يقال إن البحر لا يحتفظ
بأسراره للأبد، لكنه حين يقرر البوح بها، تكون النتيجة مرعبة أكثر من أي كابوس. هذه
ليست مجرد قصة خيالية، بل هي شهادة عما يمكن أن يحدث عندما يتجرأ الإنسان
على دخول مناطق محرمة في خريطة المحيطات المجهولة.
الفصل الأول الرحلة إلى
المجهول
كانت الليلة هادئة بشكل
مريب، والسماء خالية من النجوم كأنها غطاء أسود ثقيل أطبق على سطح الماء. القبطان "عاصم"،
بحار مخضرم قضى أربعين عاماً يصارع الأمواج، لم يشعر بهذا الانقباض في صدره من قبل.
كانت سفينته "النورس" تشق طريقها نحو منطقة تعرف بـ "النقطة الميتة"،
وهي بقعة في المحيط الهادي يتجنبها الصيادون بسبب شائعات الأشباح والاختفاءات الغامضة.
قال مساعده الأول، وهو
يرتجف رغم حرارة الجو: "يا قبطان، الرادار
لا يقرأ شيئاً.. العمق أسفلنا لا نهائي، وكأن القاع اختفى فجأة."
الفصل الثاني الظلال تحت
الماء
بدأت أحداث الرعب الحقيقية بعد منتصف الليل. توقفت محركات السفينة فجأة، وساد صمت مطبق لا
يقطعه سوى صوت ارتطام الأمواج الخفيف بجسد السفينة. لكن، لم يكن الماء طبيعياً.
لاحظ الطاقم توهجاً أخضر خافتاً ينبعث من الأعماق
السحيقة. لم يكن فسفوراً ولا طحالب، بل كان ضوءاً نابضاً، كأنه دقات قلب لكيان ضخم
يستيقظ ببطء.
بدأ البحارة يسمعون همسات.
لم تكن في الهواء، بل كانت تتردد داخل رؤوسهم مباشرة. همسات بلغة غير مفهومة،
قديمة قدم الأرض، تدعوهم لشيء واحد فقط:
"اقفزوا.. انضموا
إلينا.. لا ألم في الأسفل."
الفصل الثالث الجنون
أول الضحايا كان "سالم"،
أصغر البحارة سناً. وقف على حافة السفينة، وعيناه مثبتتان على الضوء الأخضر في
الأسفل.
صرخ القبطان عاصم: "سالم! ابتعد عن
الحافة!"
لكن سالم التفت بابتسامة مرعبة، خالية من أي مشاعر
بشرية، وقال بصوت ليس صوته: "إنهم جائعون يا
قبطان.. وقد تأخرنا عن العشاء."
ثم قفز. لم يسمع أحد صوت ارتطام جسده بالماء، بل
ابتلعه المحيط بصمت تام.
الفصل الرابع الزائر
أدرك القبطان أنهم يواجهون لعنة بحرية لا مفر منها. ركض نحو قمرة القيادة ليرسل نداء استغاثة (S.O.S)، لكن الراديو كان يبث ضوضاء تشبه صراخ
البشر.
فجأة، انقشع الضباب عن شيء طفا على السطح بجانب
السفينة. لم تكن حوتاً ولا غواصة. كانت سفينة أخرى.. قديمة، متآكلة، أشرعتها
ممزقة، وعليها اسم مكتوب بالدم الجاف:
"النورس".
تجمد الدم في عروق عاصم. السفينة التي أمامه هي
سفينته نفسها، لكنها تبدو كأنها غارقة منذ مائة عام. رأى على متن تلك السفينة
الشبحية هياكل عظمية ترتدي ملابس طاقمه، ورأى هيكلاً عظمياً في قمرة القيادة يمسك
بالدقة.. ويرتدي قبعة القبطان الخاصة به.
الخاتمة الرسالة الأخيرة
في صباح اليوم التالي،
عثرت خفر السواحل على السفينة "النورس" عائمة بسلام. المحركات تعمل،
والوقود ممتلئ، والطعام ساخن على الطاولة. لكن لم يكن هناك أثر لأي بشري.
الشيء الوحيد الذي وُجد كان دفتر تسجيلات القبطان،
وكانت آخر جملة كُتبت بخط مرتعش:
"لم نكن نحن من يصطاد
في المحيط.. بل المحيط هو الذي كان يصطادنا. لا تنظروا إلى الماء طويلاً.. إنه
ينظر إليكم أيضاً."
إرسال تعليق