عالم الغيبيات المحظور: دليل شامل حول خطورة قراءة
كتب السحر والشعوذة
عالم الرعب
لطالما كان "المجهول"
يثير فضول الإنسان منذ فجر التاريخ. ومن بين أكثر الأبواب غموضاً وإثارة للجدل هو
عالم السحر والشعوذة. يظن البعض أن اقتناء أو قراءة كتب السحر مجرد حب استطلاع أو
توسع في المعرفة الثقافية، ولكن الحقيقة الصادمة أن هذا الطريق محفوف بمخاطر
تتجاوز الخيال، وتؤثر بشكل مباشر على العقيدة، العقل، والحياة النفسية والاجتماعية.
في هذا المقال، سنغوص في تفاصيل خطورة قراءة كتب السحر وكيف يمكن لصفحات ورقية أن تدمر حياة
إنسان بالكامل.
 |
| عالم الغيبيات المحظور: دليل شامل حول خطورة قراءة كتب السحر والشعوذة |
عالم الغيبيات المحظور: دليل شامل حول خطورة قراءة كتب السحر والشعوذة
ما هي كتب السحر ولماذا ينجذب إليها الناس؟
تعتمد كتب السحر (مثل "شمس
المعارف الكبرى"، "منبع أصول الحكمة"، وغيرها) على طلاسم، عزائم،
واستغاثات بغير الله، تهدف في مجملها إلى استحضار كيانات خفية أو التأثير في عالم
المادة بطرق غير طبيعية.
أسباب الانجذاب لهذه الكتب:
- الفضول المعرفي:
الرغبة في اكتشاف أسرار الكون الخفية.
- البحث عن القوة:
ظن البعض أن السحر يمنحهم سلطة على الآخرين أو قدرة
على جلب الرزق والحب.
- الضعف النفسي:
الهروب من الواقع والبحث عن حلول "سحرية"
للمشكلات المستعصية.
خطورة
قراءة كتب السحر من المنظور الديني
يعتبر الإسلام والمناهج
السماوية أن السحر من أكبر الكبائر. إن مجرد اقتناء هذه الكتب أو القراءة فيها
بنية التعلم يضع المرء في دائرة الخطر العقائدي.
1. الوقوع في الشرك والكفر
تحتوي معظم كتب السحر على
عبارات صريحة تتضمن الاستعانة بالجن والشياطين، وتقديم القرابين لهم، أو إهانة
المقدسات. قراءة هذه الطلاسم بلسانك – حتى لو لم تقصد – قد تُعتبر نوعاً من أنواع
الكفر بالله، لأن السحر لا يتم إلا بالتقرب من الشيطان.
2. حكم قراءة كتب السحر في
الشريعة
أجمع علماء الأمة على
تحريم قراءة كتب السحر أو بيعها أو شرائها. والقاعدة الفقهية تقول: "ما أدى
إلى الحرام فهو حرام". وبما أن السحر كفر، فإن الوسيلة المؤدية لتعلمه محرمة
قطعاً، ولا يجوز قراءتها إلا لمتخصص من العلماء بقصد الرد عليها والتحذير منها.
الآثار
النفسية والعقلية المدمرة
لا تقتصر خطورة قراءة كتب السحر على الجانب الروحاني فقط، بل تمتد
لتفتك بالصحة النفسية للقارئ.
1. الهلوسة والاضطرابات
الذهانية
كثير ممن خاضوا تجربة
قراءة كتب الطلاسم بدأوا يعانون من سماع أصوات غريبة (هلاوس سمعية) أو رؤية خيالات
غير موجودة (هلاوس بصرية). هذا يحدث نتيجة الضغط النفسي الهائل والتركيز في طقوس
غريبة تخاطب العقل الباطن بشكل مشوه.
2. الوسواس القهري
والاكتئاب
الخوف المستمر من "الترصد"
أو "المس" يجعل الشخص يعيش في حالة من الرعب الدائم، مما يؤدي إلى
اعتزال الناس، الدخول في نوبات اكتئاب حادة، والإصابة بمرض الوسواس القهري الذي قد
يصل بالمرء إلى التفكير في الانتحار.
3. تشتت الانتباه وفقدان
الواقعية
تؤدي هذه الكتب إلى انفصال
الفرد عن واقعه الملموس، فيصبح يعيش في عالم من الأوهام والخيالات، مما يؤدي إلى
فشله الدراسي، المهني، والاجتماعي.
المخاطر
الروحانية وفتح بوابات الجن
من الناحية الواقعية التي
يرويها من خاضوا هذه التجارب، فإن قراءة كتب السحر (خاصة بصوت مسموع أو في أماكن
مظلمة) تعد بمثابة "دعوة" مفتوحة للكيانات الشيطانية.
- المس الشيطاني:
قراءة العزائم والطلاسم قد تؤدي إلى تلبس الجن
بالإنسان أو تسلطهم عليه في منامه ويقظته.
- تحول البيت إلى بؤرة طاقة سلبية: يُقال إن البيوت
التي تُقرأ فيها هذه الكتب تفقد بركتها، ويكثر فيها الخلافات، ويشعر سكانها
بالضيق الدائم دون سبب واضح.
أشهر
كتب السحر والتحذير منها
هناك كتب اكتسبت شهرة
واسعة بسبب خطورتها، ويجب الحذر حتى من مجرد البحث عن نسخها الإلكترونية:
- كتاب شمس المعارف الكبرى:
يُعتبر الأخطر على الإطلاق، حيث يمزج بين الآيات
القرآنية والطلاسم الشيطانية للتمويه.
- كتاب العزيف:
الذي ارتبط بأساطير مرعبة حول استحضار كيانات قديمة.
- كتب السحر الأسود:
التي تركز بالكامل على الإيذاء والدمار.
كيف
تحمي نفسك من هذا الفضول القاتل؟
إذا وجدت نفسك منجذباً
لهذا العالم، أو إذا كان لديك فضول لقراءة هذه الكتب، اتبع النصائح التالية لحماية
عقلك وروحك:
- تقوية الوازع الديني:
اعلم أن النفع والضر بيد الله وحده، وأن "الاستعانة
بغير الله ذل".
- طلب العلم الشرعي الصحيح:
انشغل بتعلم التوحيد والعلوم النافعة التي تنير
العقل بدلاً من الظلمات.
- الحذر من المواقع المشبوهة: الإنترنت مليء
بملفات الـ PDF لكتب السحر؛ تجنب تحميلها أو حتى تصفحها، فالعين تشرك
العقل فيما تراه.
- الرقية الشرعية:
إذا شعرت أنك تأثرت بقراءة شيء ما، فالتزم بالأذكار
والرقية الشرعية فوراً لتطهير نفسك وبيتك.
الأسئلة
الشائعة حول خطورة قراءة كتب السحر
هل مجرد قراءة كتاب سحر
تجعلني كافراً؟
إذا كانت القراءة بغرض
التعلم، العمل به، أو تصديق ما فيه، فإن ذلك خطر عظيم على العقيدة. أما إذا كانت
مجرد قراءة عابرة دون نية، فهي تظل معصية وفعل محرم لما فيها من تعريض النفس
للفتنة والأذى.
ماذا أفعل إذا كان لدي
كتاب سحر في المنزل؟
الطريقة الصحيحة للتخلص
منه هي حرقه بالكامل حتى يتلاشى أثر الحبر والورق، ويفضل القراءة عليه (الرقية) أثناء
ذلك، أو استشارة عالم دين ليقوم بالتخلص منه بطريقة شرعية.
هل هناك "سحر أبيض"
مسموح بقراءة كتبه؟
لا يوجد تقسيم في الإسلام
لسحر "أبيض" و"أسود"؛ فالسحر كله من عمل الشيطان وطريقه واحد
وهو الاستعانة بغير الله، لذا فكل كتب السحر بمختلف مسمياتها محرمة وخطيرة.
الخاتمة
إن خطورة قراءة كتب السحر ليست مجرد خرافات أو قصص للترهيب، بل
هي حقيقة ملموسة أدت إلى ضياع عقول وتفكك أسر. إن القوة الحقيقية تكمن في الإيمان،
والسكينة تأتي من القرب من الله والعمل بالعلم النافع الذي يبني المجتمعات ولا
يهدمها.
تذكر دائماً أن "الفضول
قتل القطة"، وفي عالم السحر، قد يقتل الفضول روحك وعقلك ومستقبلك. ابقَ في
جانب النور، واترك ظلمات الشعوذة لأهلها، فما عند الله لا يُنال إلا بطاعته.
إرسال تعليق